مقدمة:
تتبع هندسة الاتصالات أو الالكترون والاتصالات بشكل عام للهندسة الكهربائية. يعنى هذا الاختصاص بدراسة طيف واسع من المفاهيم النظرية والتطبيقات العملية. مدة الدراسة في الجامعات الحكومية السورية كباقي الهندسات 5 سنوات على الأقل.
ما أهمية هندسة الالكترون والاتصالات ؟
أنظر حولك في المنزل، كل جهاز تستخدمه تقريباً من التلفزيون إلى سخان المكروويف إلى الهاتف النقال إلى الحاسوب إلى الكاميرا الرقمية إلى الراوتر إلى المكيف إلى الإنفرتر الذي يسهل حياتك حين ينقطع التيار الكهربائي، يعتمد على الالكترونيات. أكثر من ذلك، يقوم مهندسو الاتصالات بتأمين تواصلك مع العالم، حيث يضعون التصاميم والخطط التنفيذية لشبكات الاتصالات الأرضية والخليوية والفضائية، التي تقوم بنقل البيانات الصوتية أو بيانات الوسائط المتعددة التي تتيح لك متابعة المسلسلات على التلفاز ومشاهدة فيديو على اليوتوب والاتصال باقربائك وأصدقائك على سكايب، وقراءة هذا المقال. وبسبب ارتباطها بتواصل المجتمع البشري ورفاهيته تعد هذه الهندسة من أكثر المجالات سرعة في النمو الاقتصادي والأكاديمي حول العالم.
ما هي المجالات التي تُدرس في هندسة الالكترون والاتصالات؟
يمكن برأيي المتواضع أن نطلق على هندسة الالكترون والاتصالات لقب الهندسة الفضفاضة، فالدراسة لهذا الاختصاص تتضمن مجالاً واسعاً للغاية من التخصصات الفرعية.
يبدأ الدارسون السنتين الأوليين بدراسة العلوم الأساسية من فيزياء ورياضيات ورسم هندسي، أيضاً يقضي الدارسون في هاتين السنتين وقتاً في دراسة مواد مكملة (كيمياء، عربي، قومية، انكليزي …)، بالاضافة لأساسيات القوانين الكهربائية والدارات الكهربائية وأسس الالكترونيات. في السنتين التاليتين يتم التركيز أكثر على الدارات الالكترونية وعلم أنصاف النواقل والدارات المتكاملة والدارات المنطقية والمعالجات والخوارزميات وبنى المعطيات والتطرق للبرمجة الحاسوبية وأساسيات هندسة الاتصالات ومعالجة الإشارة التماثلية والرقمية والتحكم. وفي السنة الأخيرة تركز المناهج على تقنيات الاتصالات الحديثة مثل الاتصالات الفضائية والاتصالات الخلوية ونظرية المعلومات والتلفزة والشبكات الحاسوبية.
تتألف معظم المواد من قسم نظري يحظى غالباً بـ 60 بالمئة من العلامة، وقسم عملي تخصص له غالباً 40 بالمئة من العلامة. علامة القسم النظري يتم اعطاؤها حسب الأداء في الامتحان، والقسم العملي تعتمد علاماته على الحضور والمذاكرات والوظائف والمخابر وحلقات البحث (ليس كل ما سبق، بل بعضه. بحسب المادة)
الكلام السابق كله عن جامعة دمشق لكن باعتقادي أن معظم الجامعات تنحو نفس المنحى في طريقة توزيع المواد. إذا أردت الحصول على وصف كامل لجميع المواد المدرّسة في جامعة دمشق لهذا الاختصاص تواصل مع الصفحة أو مع كاتب المقال.
ما الصعوبات الأساسية في الدراسة؟
ليست جميع المواد سهلة الفهم، الدوام طويل نسبياً، فترة الدراسة (5 سنوات) ليست قصيرة، وفيها الكثير من الحشو الذي يشعر الطالب معه بأنه يهدر وقتاً على أشياء لا تفيده.
تتطلب دراسة الهندسة بشكل عام تركيبة مرنة للدماغ وقدرة على تحليل المشاكل وهامشاً من الابداع والابتكار لتوفير الحلول لهذه المشاكل. بسبب الأنظمة التعليمية الجامعية السيئة في بلدنا يكاد يكون أثر هذه الميزة معدوماً، فالاتجاه السائد هو نحو الحفظ ودراسة المواد بهدف النجاح بها فقط، كما أن التشجيع يكاد يكون معدوماً. يضاف إلى ذلك سوء إعداد المناهج لكثير من المواد. لكن هنا نعود لقضية الاعتماد على الذات، ففي عالم الانترنت لا يوجد حدود للمعلومات ولا شيء يستطيع منع الطالب من التعلم إذا رغب بذلك.
ما المهارات التي يكتسبها الطالب في الجامعة؟
يظن كثير من الطلاب أن تخرجهم من الجامعة يوفر لهم المعرفة، والحقيقة (برأيي) أن ما تقوم به الكلية لا يتعدى فك أمية الطالب في مجال الهندسة، فهي توفر لك اطلاعاً أولياً على المواد المدروسة، وعليك أنت أن تنمي معارفك في المجال الذي تراه مناسباً لتوجهاتك، سواء كان ذلك خلال فترة دراستك (من خلال توجهاتك وهواياتك) أم بعد التخرج (من خلال العمل الذي يتم قبولك فيه).
ما هي فرص العمل بعد التخرج:
كما ذكرنا سابقاً تعطيك هندسة الاتصالات أفضلية في العمل على مستويين، أولاً المجال الواسع من التخصصات التي تغطيها، وثانياً النمو الاقتصادي المرعب الذي يشهده عالم التكنولوجيا.
يمكن تقسيم الأعمال التي يزاولها المهندسون بشكل أساسي إلى التصنيفات التالية:
1- التعليم
2- المبيعات
3- الإدارة
4- المجال التقني
المجال التقني الذي يجتذب أكثر الخريجين يتنوع كثيراً كما سبق وأسلفنا. فمن الممكن أن تعمل في محطات التلفزة أو مبرمجاً أو مصمماً لشبكات الاتصال اللاسلكي في شركات الاتصالات أو مهندس شبكات حاسوبية في الشركات ذاتها، وقد تعمل مع معدات الاتصالات فتصبح خبيراً بمنتجات إحدى الشركات التي توفر هذه المعدات وبتركيبها وبرمجتها، أو مهندساً في مخدمات الانترنت. من الممكن أن تعمل أيضاً في مجال الالكترونيات فتهتم بصيانة الدارات والمتحكمات، وربما تشئ مع زملائك شركة صغيرة لتصنيع هذه الدارات. وقد ترغب بمتابعة دراستك فتحصل على منحة للماجستير في إحدى الدول المتقدمة.